نورين مطاوع

رجاءٌ بقلبٍ مكسور





 أنا وأنتَ كقصةٍ خياليةٍ لن تحدثَ أبداً، عقلي مشوشٌ من ناحيتكَ لحدِ الجنون، لا استطيع التوقف عن التفكيرِ بك، ولا أصلُ لشيئٍ في نهايةِ المطافِ ليُريحَ قلبيَّ المكسور وعقليَّ الحائر، متى سأعرفُ ما نهايتنا وما نهايةُ ما أنا به من تفكيرٍ وحزنٍ وألم؟ تقلباتيَّ المزاجيةُ ليست جنوناً ولكنها أكبرُ دليلٍ على عدم معرفتي بشيئ، لا أستطيعُ أن أكرهكَ ولا يجبُ عليَّ أن أُحِبَكَ، فحبكَ يغرزُ في قلبي خنجراً قاسياً، وفي عقلي كمتاهةٍ لا نهايةَ لها، آهِ لو تعرف كم أحَبَكَ قلبي، آهِ لو تعلمُ كم تمنيتك من الدنيا وحدك دون غيرك، ولكنَ كل شيئٍ حائلٌ بيننا، حتى أنت، رجوتُ لو أثقُ بك، رجوتُ لو أصبحتَ لي وقلبي مطمئنٌ من ناحيتك، رجوتُ لو أن عقلي لم يكن مملوءاً بكُلِ تلك الاسئلةِ ومالها من إجابةٍ إلا عندك، ولا حتى اقدرُ على النظرِ في عينيكَ وسؤالك عن مايشغل عقلي، لو أنك تطمئنني بكلمةٍ منك حتى، أو بفعلٍ بسيط ،فليس لي الحقُ في سؤالك، ليس لي الحق في أن ألومك أنكَ لم تحبني، ليس لي الحقُ أن تحبني فقط لمجردِ أني احببتك، لا يصلني شيئٌ منك إلا التجاهل، ولا أقدرُ على فعلِ شيئٍ إلا أن أتجاهلك أيضاً، فإني اعلم من داخلي أنكَ لا تحبُني، أصعب مايَشغلُ عقلي ويُنهكُ قلبي هو أني اعلمُ الحقيقةَ جيداً ومازلت أحبك، أعلمُ بأني لستُ من في قلبك، أعلمُ أنك لن تنظر لي يوماً نظرةَ حب، أعلمُ أنني لن أكونَ من تشغلُ عقلكَ وبالكَ حتى في غيابها، أعلمُ أني لستُ من ستنالُ اهتمامكَ وحبكَ وإخلاصك، أعلمُ بأن الخيرَ قادمٌ لي، وربما ليس فيك، ولكني واللهِ أحببتك حباً لا اقدر على نسيانه يوماً، وتمنيتُ لو أن القدر جمعنا للأبدِ وأن حلمي تحقق، وأني سأعيش معك في سعادةٍ وثقة، أهذا كثيرٌ عليَّ؟ راضيةٌ بقضاءِ اللهِ دائماً، ولكنني… لن اتوقفَ يوماً عن حبك والتفكير بك، آهِ لو تعلم كم تمنيتُ أن أنساك، وكم تمنيتُ لو أني لم أرك بتلك العينِ المحبة، آهِ لو رأيتكَ مثلَ الجميع، لو أني لم أنظر لك بتلك النظرةِ العاشقة، كان ممكنٌ أن يكونَ حالي أفضل الآن، أُنهكُ نفسي بحُبِكَ رغم علمي بالحقيقةِ ورغم علمي أن نهايتها جراحٍ أكبر مما أنا فيها، ولكني لا أقدرُ على نسيانك ولا نسيانِ حُبِكَ، لا أقدرُ على نسيان نظرتكَ وعيناكَ وضحكتكَ التي تظهرُ أسنانكَ، لا أقدرُ حتى على نسيان نظرتكَ الغاضبة، ولون عيناك البنيةِ التي لا طالما أردتُ أن أطيلَ النظرَ بها، لكن القدرَ منعني، وأنتَ منعتني، وقلبي وعقلي مازالا يقتلاني، فأنا الآن شبهُ ميتةٍ في حبك أو في الحياة، لا أدرى ولكني كرهتُ الحياةَ من الألم، وأني حقاً…شبهُ ميتة..