إنها حكايةُ فتاةٍ كانت ساذجةً جداً والجميع يتعامل معها كأنها لا تفقه شيئاً… كانت تظن الجميعَ طيباً مثلها… وأنها إن لم تؤذِ أحداً لن يؤذها احد… كانت ذاتَ قلبٍ صافٍ وروحٍ طيبة… تُصدقُ الجميع… بينما الجميعُ كانوا يضحكون ويتسخفون بطيبتها وقلبها الأبيض… لا أحد يصدق مواهبها وعقلها رغم صغر سنها… مرت السنين وهي لا تدري كيف مرت… وهي كما هي… بنفس الطيبةِ والسذاجة… بعد سنةٍ من الهلاكِ والتغيرِ الهائل في حياتها… مع كل موقفٍ تغير فيها شيئٌ مهم… أصبحت شخص آخر لا يعرفه احد… حتى هي… نفس الطيبة ولكن العقل تفتح… أصبحت مدركةً مَن يستحق طيبتها ومَن لا… لا تصدق احد… تشك بالجميع… لم تكن تدري حتى هذا التغير في صالحها ام لا… ولكنها فخورةٌ بتغيرها في عالمٍ لا يستحق قلبها هذا… حتى وإن كان الناسُ مازالوا على نفس الفكرة… فخورة أنها أصبحت تفهم الجميع وتفهم نواياهم وتفهم نظرتهم الساخرةِ من المُحِبة… تعرف من يكرهها ومن يحبها ومن ينافق… أصبحت تدرك قيمة نفسها… أنها كنزٌ لا يستطيع أحد الوصول إليه… أصبحت كصندوقٍ مغلق… يتعامل مع الجميع بشكل هادئ ولكن بداخله ثورة هائجة ذو تفكير طويل… أصبحت وهي في الموقف ذاته تحلل كل شيئ وتدركه… قلَ تعلقها بالجميع… أصبحت ترى أن كل شيئ زائل… فلا تتعلق… أصبحت تعرف مواهبها وتعرف كيف تطلقها… حتى وإن لم يُقدِّرها أحد… فهي تُقدِّر نفسها…
نهايةً… في رأيك… أكان هذا التغير في صالحها أم ضدها؟…
فهذه حكايتي…
حكايةُ سنٍ صغير….
وتعلمٌ كبير…
وإدراكٍ مسبق…
حكاياتي أحكيها.. أكتب بلسانك عن قصة عشناها معا، حتى لو كان كل منا في الجانب الآخر البعيد جدا!